الإعلام الإلكتروني مستقبل متطور

0 420

د. جواد كاظم المياحي

لم يعد خافياً على الجميع أن لإعلام الإلكتروني له تأثير ودور في كل مجالات الحياة وتفاصيلها، ويمكن القول إن هذا الإعلام شكل اغلب نواحي الحياة، فهناك دراسات كثيرة، عربية وأجنبية، نشرت ذلك التأثير وذلك الدور، فضلاً عن مئات الأبحاث الجامعية وغيرها، التي حاولت أن تجيب على السؤال الكبير؛

ما هو مستقبل هذا الإعلام؟! وإلى أين يمكن أن يصل بالمجتمعات ؟! وما هو دور هذا الإعلام في تعديل أو تغيير الأنظمة والأفراد وكل الحياة؟!

أن هذا الإعلام كان نقلة نوعية سببها التكنولوجيا، وهي نقلة جعلت من الاتصال ذاته أسهل وأدق وأكثر انتشاراً وأكثر خصوصية أيضاً،

هذا فإن الإعلام الإلكتروني يتميز بالتفاعلية، حيث تكون عملية الاتصال مستمرة وذات حيوية عالية ، بحيث تتحول عملية الاتصال وكأنها عملية مواجهة ، وهي افضل عملية اتصال ، أي أن هذا الإعلام يمكن له ان يستبدل الأهل والجيران والأصدقاء، ومن هنا أصبح تأثيره كبير جدا

كما يتميز هذا الإعلام بالقدرة على اختصار المسافة، أي يمكن أن نرسل الرسالة إلى فرد أو أفراد أو مجموعة أو عدة مجموعات، ويكون فيها الكثير من التحكم والسيطرة وتعديل الرسالة حسب التفاعل، هنا تصبح الرسالة أكثر من رسالة وأكثر من معنى وأكثر من مضمون، وبالتالي أكثر من استجابة،

الإعلام الإلكتروني بذلك يتحول إلى وسيلة سيطرة وتحكم وتعديل وضبط السلوك و استعداد تام بأن يلعب دور العائلة الجديد.

وهذا الاعلام يبدو وكأنه فوق الوقت أيضاً، بمعنى أن هذا الإعلام فيه نوع من الخلود ، الرسالة التي تدوم سنوات طويلة وتحمل ذات المضمون ويمكن استرجاعها والتغير فيها حسب التطور وحسب الحاجة ، بمعنى للوقت معاني أخرى.

وهذا الإعلام أيضاً فيه قابلية التحرك، فهو قادر على الاتصال في كل مكان وفي أية لحظة، فهو محمول وذو شاشة، وبالتالي فهو قادر على الوصول والكشف أي يتحول الفرد من خلال هذه الخاصية إلى فرد مكشوف وعاري دون أسرار أو قدرة على الاختباء أو التخفي.

وهذا الإعلام يتميز على قدرة وسائله في نقل المعلومات دون وسيط، أي بدون عناصر بشرية، وبهذا، فإن الإنسان يخترع أدوات وتقنيات تستطيع أن تنفيه او تستثنيه أو تهمشه، يعني إن هذا الإعلام، بالوسائل الحديثة، لا يحتاج إلى عنصر بشري للنقل أو النسخ أو الترجمة أو الشرح، الان وسيلة الاتصال الحديثة وكأنها تقوم بالكثير من التدخلات البشرية، أن هذه القدرة الآلية إنما تقوم بالتحكم بإلانسان وتسطيحه وصولاً إلى التحكم بافعال ،

وهناك خاصية تجعل من وسائل الإعلام الإلكتروني تتعرف على بعضها البعض بغض النظر عن مصادر صناعتها أو تجميعها، فهذا الإعلام استطاع أن يوحد الوسيلة ولم يستطع توحيد المستخدمين لهذه الوسائل

و يتمتع هذا الإعلام بالشيوع والانتشار بشكل لم يحدث في التاريخ أبداً، إذ لم يحدث من قبل أن امتلك معظم الأفراد وسيلة اتصال كالتي نشهدها الآن، تحولت وسائل الاتصال منذ نهايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا إلى ان تكون جزءً من الرفاهية أو الوضع الاجتماعي أو الضرورة المهنية او الموضة الاجتماعية ،وبهذا الامر، فإن الإعلام الإلكتروني حوّل العالم إلى قرية صغيرة متقاربة تتأثر ببعضها البعض ،

ولكن فمازالت هذه القرية فيها الأغنياء والفقراء، يعني أن وسائل الاتصال الحديثة وما ارتبط بها من إعلام إلكتروني حديث، ورغم انها توحي بان العالم صغير ومترابط ، إلا أنه ما يزال هناك مراكز تتحكم بالمال والثروة والسلام والعلم، وما زالت هناك هوامش.

إن التدقيق في المزايا نلاحظ مايلي :

* تغيير مفهوم الفرد والجماعة والدولة بالمعاني القديمة،

وكذلك تغير مفاهيم مثل الجغرافيا والحدود والسيادة والقانون ومضمون الحريات وأشكال التعبير، وأيضاً أنواع وأشكال الضوابط الاجتماعية والأعراف والتقاليد.

* فإن هذا الإعلام الجديدة يكون أقدر وأجرأ على التعبير ونشر الأفكار والمعتقدات والاتجاهات من كل الأنواع والأشكال.

* يمكن للجريمة أن تنخفض ، كل أنواعها ، التجارية والأخلاقية والأمنية والتطرف والإرهاب والتكفير …. إلخ.

* هذا الإعلام يزيد من التطور الثقافي بين بلدان العالم كافة.

* لهذا الإعلام القدرة على إيقاظ الثورات وإشعالها .

* الإعلام الإلكتروني بشكل عام سيغير من طبيعة المنافسة التجارية والاقتصادية، وكذلك سيغير من طبيعة الإعلام بكل أنواعه ، من حيث التطوير في الوسيلة والأداة والرسالة الإعلامية وطرق نقدها أو تعديلها أو التعامل مع التغذية الراجعة المصاحبة لها.

اقول بشكل أكثر وضوحاً : لا يمكن مصادرة حق الناس بالمعرفة.،ولا بالاطلاع، ولايمكن العودة بالتاريخ إلى الوراء، أي اننا دخلنا مرحلة الاعلام الالكتروني، وبالتالي لايمكن لنا أن نغمض اعيننا وكأنه ليس موجودا. فلابد إذن من تحصين الفرد واكتسابة المناعة الحقيقية، حتى يختار ويقرر ما هو جميل وما هو قبيح ماهو الصح وما هو الخطأ .

د.جواد كاظم

نائب رئيس الاتحاد العربي للاعلام الإلكتروني

مدير عام وكالة اليقين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد